حظيرة الغنم مكان تجمع به هذه المواليد
حتى لا تلحق بأمهاتها وبعدها تنشر الغنم عندما
تسمع جرس "المرياع" وهو كبش كبير
الحجم وسبق للراعي انه يطعمه من يده
حتى يكون مطيع للراعي وكذلك الحمار المتعود
على اطعام الراعي له..
ويكون هذا الكبش متعود ان يكون قائد للقطيع
وفي رقبته جرس
ورنين الجرس في ذلك الصباح يعني البدء والاعلان
من قبل المرياع بالاستعداد
للذهاب الى المرعي ويبدأ الراعي بوضع الزاد
والزوادة الذي اعطته له المرأة
(معزبة او عمتة)وكما يطلق عليها في بعض
مناطق البدو..
ويأخذه الراعي زوادته ويضعه في الخُرج فوق
الحلس الموجود على ظهر الحمار
ويحضر قربته المملوءة بالماء وهي من جلد
الماعز او مصنوعه من الشادر القوي
ويضعها مع ربطها في داخل الخرج او خارجه..
ويكون طعم ماء هذه القربه من اطيب انواع
المياه عند تعرضها للشمس والهواء
وتصبح بارده ولها طعم خاص به مثل طعم مياه
الابار..
ويبدأ الحمار أكرمكم الله بالنهيق(وهذا
يعتبر بمثابة البروقي) والتحرك.
ويبدأ المرياع بالتحرك مع هز رأسه كأنك
تخاله يضرب الجرس الموجود في عنقه
ليسمع النعاج او الماعز الموجوده في المراح
وهو
(المكان التي تنام به الاغنام امام بيت
الشعر)لسرعه التحرك وراءه ..
وتتحرك الاغنام الواحده وراء الاخرى واضعه
رأسها قرب ليه النعجه الاخرى
وهي تثغي وحملانها ترد كذلك وكأنها تودع
بعضها
وتقول لبعضها(ماء..ماء)الى اللقاء في المساء..
ويبدأ تحرك القطيع وراء بعض الحمار اولآ
والمرياع ثانيآ والنعاج في صف طويل بعده
واخيرآ الكلب والراعي يتحركوا والكلب يكون
في المؤخره فيتحرك الى جهه اليمين
مسرعآ وهو ينبح حتى يصل قرب الحمار ويرجع
الى الجهه اليسرى مسرعآ
وهو ينبح وكأنه في مهمه استطلاع وكشف مواقع
الاعداء
حتى يتحرك هذا الرتل العسكري ويصل الى المرعى.
واخيرآ يصلوا الى المكان الذي يريده الراعي
الذي يكون راكبآ الحمار او ماشي بجانبه
ويبدأ الحمار والمرياع بالرعي ويخف صوت
جرس المرياع
وتعرف الغنم ان هذا هو المكان المقصود في
هذا اليوم وتبدأ بالرعي
من هذه الاعشاب البريه ويكون طعم هذه الاعشاب
في حليبها
عندما تحلب في المساء وفي لحمها عندما تطبخ
في الولائم والمناسبات..
ويبدأ الراعي باخراج الشبابه او الربابه
وهي الات عزف ترافق اكثريه الرعيان طبعآ
مع العصا او القنوه ووجود الشبريه او السيف
على خاصرته..
واحيانآ يكون مع الراعي بندقيه او مسدس
لانه من الد اعداء الراعي أتعرفون من يكون؟
انه الذئب ذلك هو الحيوان المخادع الغادر
هو من الد اعداء الراعي
ويكون هذا الراعي منتبهآ هو وكلبه كذلك..
ويبدأ هذا الراعي بالنفخ في الناي أو الشبابه
وتخرج منه اجمل الالحان والانغام
وتبدأ الاغنام ترعى مطمئنه وتخالها تهز
رؤسها طربآ مع هذه الالحان التي تخرج
من مزمار الراعي وكذلك المرياع يحرك الجرس
وكأنه يطق الساجات في حفله..
ويظل الراعي مره يعزف ومره يغني الى ان
يقرب الظهر او بعد الظهر
ويبدأ هو وحماره والمرياع بدق الجرس ايذنآ
للتحرك ومغادره المرعى والذهاب
الى اقرب غدير او بئر ماء او نبع للشرب...؟
وبعد شرب الماء يبحث عن اقرب مكان به شجيرات
او طور قرب الماء
لتستظل به الاغنام وتقضي به القيلوله ويقوم
الراعي باخراج زاده من الخرج
الموجود على ظهر الحمار ويتغدى به ويتقد
له نارآ للشاي
وتصليح قرص من خبز البر
له وبعض الرعيان يصطاد من طيور البر حمامه
او حجله ليتغدا بها..
وبعدها ينام بعض الوقت قرب كلبه وحماره
ويكون نومه خفيفآ وادنا حركه
او نباح الكلب يصحيه. ويعرف من نباح الكلب
ان الامور عاديه او انها غير ذلك
وبعض الرعيان يميز نباح الكلب وهو نائم.
ويظل الراعي واغنامه في هذه القيلوله الى
ما بعد العصر
عندما يهب البراد كما يقول البدو وبعدها
يصحى ويقوم الحمار ويمشي
ويقوم المرياع بضرب الجرس والكلب في النباح
وينطلق الكلب في البحث
عن الشياه المتأخره ليلحقها بالقطيع.
ويطلق الراعي بعض الاصوات التي تعرفها الغنم
مثل (يح..يح) تقريبآ ..
ويسوقها للغدير لشرب الماء ويطلق لها صيحات
ويقول(ووي..ووي)
وتفهمها الماعز والغنم انه يقول لها اشربي
اشربي؟
وبعد شربها من الغدير يخرج الحمار والمرياع
والغنم من ورائه
ويقوم الراعي والكلب بالتفقد اذا كان هناك
بعض الاغنام المتأخره
ويذهبون الى المرعى لتتعشى الاغنام من خيرات
البر والصحارى
الى ما قبل المغيب..
وقرب المغيب بعض الرعيان يوردها الماء اذا
كان قريبآ وبعضهم يأخره للغد
ان كان الجو ربيعيآ وباردآ وبعد ذلك يقوم
الراعي
بان (يتح للغنم)وهو صوت تعرفه الغنم.
اذانآ للرحيل الى المراح والى حيث يوجد
اولادها..
ويبدأ القطيع بالتحرك اولهم الحمار والمرياع
وآخرهم الكلب
ويكون الراعي بعد الاطمئنان على اغنامه
في الوسط تقريبآ
وتكون سرعه الاغنام عندما تقترب من بيوت
اصحابها
اسرع من مشيها في الصباح وتسع ثغائها
وهي محمله بحليبها لاولادها وكذلك تسمع
الرد من حملانها
وكأنها ترحب قدوم امهاتها وتسمع نباح الكلاب
كذلك..
و تسمع زقزقه العصافير الذاهبة الى ايجاد
مكان لنومها
و ترى مع الغروب بعض الحمام البري وهو يبحث
له عن مبيت..
انها اعظم سمفونيه تعزفها الكائنات الحيه
في هذا الغروب الجميل..
وفي ليالي الصحراء ..؟
وتبدأ المرأه بتربيط الاغنام لحلبها وبعد
ذلك اخراج الحملان والتيوس
من الحضيره لترضع مابقي لها من حليب حسب
ما اسلفنا لكم القول سابقآ
عندما تترك المرأة البدويه احد اثداء النعجة
بدون حلب لأجل رضيعها من الخراف او التيوس حتى يرضعة..
وبعدها يتعشى الراعي ويحدث من كان حوله
ما جرى له في يومه هذا
واين كان يرعى وكيف كان مكان الرعي..
وفي غده هل سيغير مكان رعية ام لا..؟
وكم هية جميلة حياة البدو.. بساطة
وعفوية بدون أي تعقيد؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق